إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
59096 مشاهدة print word pdf
line-top
29- زوجي يتضايق مني لأني أنجبت له أربع بنات

المشكلة:
أنا امرأة متزوجة منذ أكثر من ثلاث عشرة سنة، وقد رزقني الله بأربع بنات والحمد لله، والمشكلة أني أحسست أن زوجي أخذ يتضايق من البنات وأنه ليس له ولد، وما ذلك بيدي كما تعلمون. فهل من كلمة لزوجي عسى أن يزول ما في خاطره من هواجس؟ جزاكم الله خيرًا.
الحل:
قال الله تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ [ الشورى: 49 ]. فبدأ بالإناث ليوضح أن ذلك خلق الله وحده، ولا صنع للزوجين في الأولاد، وقد أجرى الله تعالى ذلك في خلقه، فلا يجوز التسخط لخلق الله وعطائه، فإن ذلك من فعل الجاهلية؛ حيث حكى الله عنهم كراهتهم للإناث في قوله: وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ [ النحل: 58، 59 ].
فالمسلم عليه أن يرضى ويسلم، ويعلم أن الله -تعالى- قد يجعل فيما خلق ووهب له خيرًا كثيرًا، فربما تكون البنت أصلح من الابن وأكثر برًّا وإحسانًا وشفقة على أبويها، وتقوم بالخدمة وتصلح من شأن أبويها ما لا يصلح الذكور، والعادة أن الإناث أرق قلوبًا وأحن وأصدق مودةً وأكثر تفانيًا في بر الوالدين وطاعتهما، وأبعد عن العصيان والمخالفة، وأقرب إلى قبول النصح والتوجيه، وأسلم من المغريات والمخالفات وفعل المنكرات؛ فيحمد والداها العاقبة ويغتبطان بها، وتكون لهما نعم الولد الصالح، ولا تغفل عن أبويها بعد موتهما.
وقد ورد في الحديث عن عائشة قالت: جاءتني امرأة ومعها ابنتان لها، فلم تجد عندي سوى تمرة واحدة، فشققتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئًا، فأخبرت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الله قد أوجب لها الجنة بذلك أو كما قال، وفي الحديث -أيضًا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من ابتلي بشيء من هؤلاء البنات فصبر عليهن كن له سترًا من النار وهناك أحاديث أخرى تدل على عظم الأجر في الصبر على البنات وتحمل تربيتهن والحرص على تعليمهن واختيار الأزواج الصالحين لهن، وأن ذلك من أسباب المغفرة والرحمة، والله أعلم.

line-bottom